محمد يوسيتش
ملخص
فقدت الجماعات المسلمة في جنوب شرق أوروبا تواصلها
مع الأمة الإسلامية الكبيرة حينًا بانسحاب الإمبراطورية العثمانية من البلقان، ويمثل
المسلمون اليوم أغلبية في بعض تلك المناطق، مثل: ألبانيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك،
وهم أقلية في سواها بتفاوت. من أبرز التحديات التي تواجههم، صعود تيار اليمين الراديكالي
في أوروبا؛ لذا يتابعون بحذر بروز نجم الزعيمة اليمينية الفرنسية مارين لوبان، أو ما
يكتسبه حزب غيرت فيلدر في هولندا، أو "يوبيكا" في المجر، وحزب "الفجر
الذهبي" في اليونان، وجماعة "إي أو إل" في بريطانيا، فضلاً عن
"شيوع التطرف" بين الصرب. ويواجه مسلمو جنوب شرق أوروبا أيضًا الأمراض الاجتماعية
الشائعة في عموم المنطقة، كانحرافات الشباب الأخلاقية، وإدمان المخدرات، وغيرها من
الآفات. كما يواجهون، ظاهرة انقسام الجسم الإسلامي إلى حركات إسلامية مختلفة، وظهور
طوائف دينية كالأحمدية والبهائية، إضافة إلى الدور الإيراني في نشر التشيع. يطمح مسلمو
البلقان إلى الاستقرار والتعايش مع أهل الأديان الأخرى، وأن يلعبوا دور الجسر للحوار
بين الغرب والمسلمين.
مصطلح "جنوب شرق أوروبا" هو مصطلح سياسي
حديث النشأة نسبيًا، ويُراد من خلاله الإِشارة إلى دول منطقة البلقان(1). يقترح بعض
الكتاب، مثل: ماريا تودوروفا وفيسنا غولد وورثي أن يتم استعمال هذا المصطلح الجغرافي
كبديل عن تسمية البلقان التي ترتبط تاريخيًا بهذه المنطقة، وذلك لأن مصطلح البلقان
طالما كان مُحملاً بالانطباعات السلبية(2). ولكن أيضًا، وبحسب آراء كتّاب آخرين، فإن
استعمال مصطلح "جنوب شرق أوروبا" يحمل إشارة واضحة إلى هوية المنطقة الأوروبية
وانتمائها المستقبلي، وكذلك إلى هذا الجزء من أوروبا في إطار سياق الاندماج الأورو-أطلنطي.
ومهما كانت التسمية, فإن هذه المنطقة الأوروبية تضم الدول التالية: ألبانيا، كوسوفو،
البوسنة والهرسك, بلغاريا، اليونان، مقدونيا، الجبل الأسود، صربيا.(3) لكن، وفي أغلب
الحالات، وبسبب العوامل الجغرافية والإثنية والثقافية، وفي السياق التاريخي العام لهذه
المنطقة، فإن دول: كرواتيا وسلوفينيا وتركيا تدخل في التعريف الموسع لمنطقة البلقان
أو جنوب شرق أوروبا.
المسلمون في جنوب شرق أوروبا
إن غالبية الجماعات المسلمة في جنوب شرق أوروبا
هي من المنتمين للشعوب البلقانية الأصيلة في المنطقة، اعتنقوا الإسلام خلال فترة حكم
الإمبراطورية العثمانية وباتوا ينتسبون إلى الثقافة والحضارة الإسلامية التي أغنوها
على مرّ القرون بإرثهم الثقافي والحضاري. أما اليوم، وبصفة خاصة في الدول البلقانية
التي التحقت بالاتحاد الأوروبي، بتنا نشهد حركات هجرة جماعية للمسلمين الذين دفعهم
بحثهم عن حياة أفضل وعمل مستقر إلى قصد المدن الكبرى، وفي أغلب الحالات، انخرطوا في
الجمعيات الإسلامية الموجودة في تلك المدن.
عاش مسلمو هذه المنطقة تاريخًا شديد الاضطراب، اقترن
منذ حروب البلقان الأولى وحتى حروب يوغسلافيا، بتعرضهم للمطاردة والقتل وإجبارهم على
مغادرة ديارهم ومدنهم وقراهم، وبحملات منعتهم من ممارسة حقوقهم والتمتع بحرية معتقدهم.
ولكن رغم كل ذلك، بقي المسلمون في هذا المنطقة محافظين على فكرة التعايش بين الأديان
والثقافات المختلفة، وأثْرَوا بتجاربهم الغنية مجمل الثقافة الأوروبية، وقدموا في الوقت
ذاته نموذجًا مختلفًا للتفاعل بين الحضارات والثقافات، مبنيًا على التسامح والتكامل
في إطار الاختلاف، وقاطعًا مع ممارسات السعي إلى الهيمنة وإقصاء الآخر المختلف.
أعداد المسلمين
لأسباب موضوعية، لا توجد معطيات إحصائية موثوقة
حول أعداد المسلمين أو نسبتهم المئوية، ويشمل هذا الغياب في الإحصاءات: المنتمين إلى
الثقافة الإسلامية والذين يطبقون شعائر دينهم، وأولئك الذين عاشوا اضطرابات التاريخ
البلقاني، وكذلك الذين التحقوا بالمسلمين الذين يعيشون اليوم على هذه الأراضي. لكن
ومع ذلك، نجد معطيات إحصائية حول المسلمين في كل دولة على حدة.
بحسب إحصاءات الهيئة الأميركية لحرية المعتقد في
العالم والصادرة في 17 سبتمبر/أيلول 2006، تتراوح نسبة المسلمين في ألبانيا(4)ما بين
65% إلى 70%، أغلبهم من السنة مع أقلية مهمة من أتباع الطريقة البكداشية. ووفقًا لآخر
إحصاء رسمي أُجري في العام 1991، يبلغ عدد المسلمين في البوسنة والهرسك 1,902,965 أو
43.5% من الذين أعلنوا انتماءهم للإسلام، وفقًا لهويتهم القومية من مجموع الشعب البالغ
4,377,033 نسمة(5). ومن المتوقع عند إعلان نتائج آخر استطلاع أُجري، ما بين 1 و15 أكتوبر/تشرين
الأول 2013، أن يُسجّل تراجُع طفيف في عدد المسلمين الإجمالي، وذلك بفعل مخلّفات الحرب
وما صاحبها من عمليات تطهير عرقي وجرائم إبادة جماعية تعرض لها المسلمون ما بين أعوام
1992 وحتى 1995، لكن ليس في نسبتهم من مجموع السكان العام(6). أما في بلغاريا فيعيش
هناك 966,978 أو ما يعادل 12.2% من مجموع السكان(7). وفي إحصاء 2011 أعلن ما نسبته
15.59% من مجموع سكان البلاد أنهم يدينون بالإسلام(8). في حين يبلغ مسلمو اليونان
(السكان والأجانب) في إحصاء عام 2008 ما يقرب من 350 ألفًا، أو ما نسبته 3.1% من بين
عدد السكان البالغ 11 مليون نسمة.
وتُظهر الإحصاءات في كرواتيا أن عدد المسلمين(9)
عام 2001 بلغ 56,777 أو ما يعادل 1.28%. وفي إحصاءات كوسوفو السكانية نجد أن
1,663,412 نسمة أو ما يعادل 95.61% من سكان البلاد هم مسلمون(10). وبحسب إحصاء عام
2002 بلغ عدد المسلمين(11) في مقدونيا 660,492 أو 31%، في حين كان عدد المسلمين في
صربيا(12) في إحصاء نفس العام 239,658 أو 3.2%.
تبدو الأرقام في رومانيا مستعصية على التحديد الدقيق
لغياب الإحصاءات الرسمية عن أعداد المهاجرين من أصول مسلمة، في حين تؤكد مصادر دار
الإفتاء الرومانية وجود ما يقرب من 70 ألف مسلم(13). وأخيرًا، فإن عدد المسلمين في
سلوفينيا بحسب إحصاء 2002 كان قد بلغ 47.488 مسلمًا أو 2.4% من مجموع السكان.
إذن، يمثل المسلمون أغلبية في ألبانيا وكوسوفو فقط،
في حين أنهم أغلبية نسبية في البوسنة والهرسك. ونجد أيضًا أغلبية أخرى للمسلمين في
السنجق، لكن هذا الكيان لا يتمتع بالاستقلال، أو بالأحرى ليس له وضع سياسي-قانوني؛
حيث إنه منقسم منذ 1912 بين صربيا والجبل الأسود. وفي مقدونيا، تصل نسبة المسلمين إلى
حوالي نصف عدد السكان، وفي بلغاريا يمثلون 15%، في حين أنهم أقليات هامشية، من حيث
العدد، في رومانيا واليونان وكرواتيا وسلوفينيا، وخاصة في المجر(14).
لكن، وعلى هذا المستوى الديمغرافي، فقد حدثت تغيرات
كبرى خلال السنوات الأخيرة، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المسلمين بعد انسحاب
الإمبراطورية العثمانية نهاية القرن التاسع عشر، عاشوا في دول البلقان كأقليات إثنية
في مجتمعات يطغى عليها المسيحيون (أرثوذكس أو كاثوليك)، ولا يُستثنى من ذلك سوى مسلمي
ألبانيا. واليوم لأول مرة بعد ذاك التاريخ، نجد أن هذا الأمر تغير وأصبح المسلمون أغلبية
في دولتين مستقلتين أخريين، هما: البوسنة والهرسك وكوسوفو. وهذا يعني أن أغلبية المسلمين
في البلقان باتوا يعيشون اليوم في بلدان يُشكّلون هم فيها أغلبية السكان(15).
هذه الحقيقة المستجدة تجعل من المسلمين والشعوب
التي ينتمون إليها معطى مهمًا في سياق ما يجري من أحداث وتطورات في أوروبا والعالم،
فلم يعد بعد اليوم من الممكن الحديث عنهم باعتبارهم أقلية وحسب، رغم أن جزءًا مهمًا
منهم لا يزال يحمل تلك الصفة في بعض دول البلقان.
التحديات التي تواجه مسلمي البلقان
إضافة إلى الصعوبات والاضطرابات التي مر بها تاريخ
المسلمين والهجوم المستمر الذي تتعرض له باستمرار فكرة العيش المشترك والتسامح، تواجه
المجتمعات المسلمة في جنوب شرق أوروبا عددًا من التحديات، منها ما هو مشترك مع باقي
فئات المجتمعات التي يعيشون فيها في هذا الجزء من أوروبا، ومنها ما له علاقة مباشرة
مع انتمائهم الديني حيث إن عددا غير قليل منهم يعتبر "أقلية" في بعض دول
البلقان.
صعود تيار اليمين السياسي
التحدي الأهم الذي يتحدث عنه عديد من وسائل الإعلام
والإصدارات التي تشرف عليها الجمعيات الإسلامية، وكذلك وسائل الإعلام العامة والشعبية
في هذه المنطقة، هو صعود تيار اليمين الراديكالي في مختلف بلدان أوروبا في السنوات
الأخيرة، ولم يكن جنوب شرق أوروبا بمعزل عن هذا التحول الطارئ على المشهد السياسي والمجتمعي
الأوروبي العام(16).
لم يعد "اليمين المتشدد" اليوم أقلية؛
فقد أثبت وجوده من خلال نتائج الاقتراعات العامة التي جرت في أكثر من دولة أوروبية؛
ما دفع ببعض أحزاب اليمين التقليدي إلى تبني بعض رؤاهم. هذا الوضع الجديد دق ناقوس
الخطر لدى فئات واسعة من المجتمعات الأوروبية، وكذلك لدى جماعات في دول جنوب شرق أوروبا،
من الذين باتوا يتساءلون اليوم: هل من الممكن القول: إن حقبات الفاشية المتوحشة الأوروبية
أصبحت وراء ظهورنا بالفعل، أم أنه بالإمكان أن تعاد سيناريوهات الأحقاد والمذابح الجماعية
والتفرقة العنصرية والدينية التي ظُن أنها أُبيدت دون رجعة؟
هذا الصعود الذي تُحققه أحزاب اليمين الراديكالية
ومكتسباتها الانتخابية في عدد من دول أوروبا تُقلق بشكل مباشر مسلمي أوروبا، وهم يتابعون
بحذر شديد بروز نجم الزعيمة اليمينية الفرنسية مارين لوبان التي تتزعم دعوات مناهضة
للهجرة ومعادية للمسلمين، أو ما يكتسبه حزب غيرت فيلدر في هولندا، أو "يوبيكا"
في المجر، وحزب "الفجر الذهبي" في اليونان، وجماعة "إي أو إل"
في بريطانيا(17).
أما داخل شبه جزيرة البلقان، وإذا أخذنا بعين الاعتبار
ما حدث فيها من مآسٍ خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، فإنه من الصعب القول: إن
مثل هذه الأيديولوجيات قد تمت هزيمتها فعليًا؛ فقد رأينا خلال حروب البلقان في البوسنة
والهرسك وكوسوفو، كيف تم توظيف مُخرجات تلك الأيديولوجيات لتغذي مرة أخرى "حملات
المجازر" التي طالت الفئات المسلمة في الدولتين. وينظر مسلمو جنوب شرق أوروبا
بتخوف وحذر أكبر إلى صعود "اليمين المتشدد" في دولتي صربيا واليونان.
اليمين في صربيا
يكاد يكون لكل الحركات اليمينية الراديكالية الصربية
فروع وامتدادات داخل البوسنة والهرسك، وتحديدًا في الكيان الذي أسماه اتفاق دايتون
للسلام بـ"ريبوبليكا صربسكا"، لكن هذا الانتشار "اليميني المتشدد"
يمر في صمت يكاد يكون مطبقًا ونادرًا ما يؤخذ هذا التهديد بالجدية المطلوبة في دراسات
المخاطر الاجتماعية التي من المفترض أن تنتبه إليها المؤسسات المتخصصة التابعة للدولة
عند تقديم مقترحات مشاريع القوانين. أما القاسم المشترك لكل تلك الدعوات اليمينية القومية
الصربية "المتطرفة"، والتي تتبنى تفسيرًا راديكاليًا للأرثوذكسية الدينية،
فهو ما تحمله من الإسلاموفوبيا "التخويف من الإسلام" والموقف المعادي لكل
ما له علاقة بالإسلام.
ويرتبط هذا الشعور بالكراهية والاحتقار لدى تلك
الفئات اليمينية المتشددة أيضا بكل ما تمثله السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأميركية
وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، لكن الحظ الأوفر من تلك المشاعر العدائية الصربية المعلنة
تتجه أولاً نحو جيرانهم، وفي المقام الأول المسلمون الألبانيون والبوسنيون، ويُصنفون
هذا المكون من هويتهم الجماعية كعنصر غريب ومرفوض، ويُعاملونه بعدائية واضحة. ومشاعر
الكراهية والعداء لدى اليمنيين الصرب الراديكاليين هذه تطول أيضًا الكرواتيين الكاثوليك
بسبب ارتباطهم بالفاتيكان، وتجعلهم هدفًا لحملات تشويه.
فتحت الأجندة المعادية للإسلام والمسلمين التي يتبناها
بعض "الأحزاب والجماعات اليمينية المتشددة" في أوروبا المجال أمام اليمين
الراديكالي الصربي للالتحاق بموجات العداء وحملات التشويه والتخويف تلك. وآخر الأمثلة
البارزة التي تؤكد ذلك الارتباط بين ما يجري في أوروبا وحدث ويحدث في صربيا، هي المجزرة
الإرهابية التي نفّذها "أندرس بيهرينغ بريفيك" وبررها في بيانه الذي أعلنه،
والذي قدّم فيه جرائم الحرب وجرائم التصفية العرقية التي ارتكبها الصرب في حق المسلمين
كمرجعية للأيديولوجيا التي يؤمن بها، ولا يزال الصرب إلى اليوم يمجدونها(18).
اليمين في اليونان
يقود حركات اليمين الراديكالي في اليونان الحزب
السياسي الجديد المسمى "الفجر الذهبي"، والذي أثار صعوده موجات من ردود الفعل
الرافضة والمنتقدة له في أوروبا ووُصف "بالنازي"، وكانت أولى التهديدات التي
أطلقها موجهة للمسلمين توعدهم فيها بالذبح "مثل صغار الفراخ إذا لم يرحلوا عن
اليونان"، وكان دعا أيضًا إلى تجميع 100 ألف يوناني لمنع بناء مسجد جامع في العاصمة
أثينا، وقد خلّفت هذه التهديدات احتجاجات وقلقًا بالغًا لدى الجماعات المسلمة في البلقان،
وذلك بحسب ما نقلته "وكالة أناضوليا للأنباء"(19).
ومما يضاعف قلق مسلمي البلقان وجود امتدادات للحزب
الراديكالي في دول بلقانية أخرى، ونجح في الحصول على 18 مقعدًا برلمانيًا في الانتخابات
اليونانية الأخيرة، وأظهرت استطلاعات الرأي تصاعد شعبيته داخل اليونان بعد أن كانت
لا تتجاوز 1% قبل الانتخابات.
وبالغ الفجر الذهبي في أعماله العدائية حتى أصابت
بعض المكونات الحزبية اليونانية الأخرى مثل الناشطين اليساريين وممثلي الأقليات؛ ما
دفع بالسلطات اليونانية وعدد من المنظمات المجتمعية المدنية إلى العمل على مواجهة هذا
الحزب للحد من انتشاره؛ ما أعطى المسلمين الأمل في أن تستجمع دول جنوب شرق أوروبا كل
قواها الديمقراطية لمجابهة التهديدات التي يتعرضون لها، وكذلك العمل على إيقاف الحملات
الإعلامية المتكررة التي تهدف إلى التخويف من الإسلام.
الانقسامات الطائفية
من التحديات الأخرى التي يواجهها مسلمو البلقان
تبرز ظاهرة تعدد التفسيرات المتعلقة بالإسلام وما تبعها من انقسام الجسم الإسلامي إلى
حركات إسلامية مختلفة، وكذلك ظهور بعض الطوائف الدينية.
كان مسلمو هذه المنطقة يعتبرون أنفسهم جزءًا من
الأمة الإسلامية الكبرى إلى أن رحلت الإمبراطورية العثمانية عن بلدان البلقان، ليعيشوا
بعد هذا ردحًا من الزمن في عزلة شبه كاملة عن باقي العام الإسلامي، وراء "ستار
حديدي" وفي خضوع تام لأنظمة شيوعية لما يزيد عن نصف قرن، جعلت مجتمعاتها، بمن
فيهم المسلمون، في صندوق زجاجي يخضع للرقابة ليل نهار. هذا الوضع الاستثنائي أدى إلى
عزل المسلمين في دول جنوب شرق أوروبا وأبعدهم عن التأثر بالتغيرات والتقلبات الكبرى
والمصيرية التي عصفت بالمجتمعات المسلمة، وكذلك كانوا في معزل عن التأثر أيضًا بما
استجد في العالم الإسلامي من حركات سياسية انتشرت في كل بلدان العالم الإسلامي.
مع انهيار الأنظمة الشيوعية وفتح الحدود على مصراعيها
بالإضافة إلى تزامن ذلك مع دخول العالم عصر الإنترنت وانتشار استعمال وسائط التواصل
الافتراضي، خرجت شعوب دول جنوب شرق أوروبا من سجنها الكبير بمن فيهم المسلمون الذين
عاشوا مرحلة التحولات الكبرى التي مرت بها البلدان الذين يعيشون فيها، وكان أن تأثروا
بموجات الأفكار والتفسيرات وتعدد حركات الإسلام السياسي والمدارس الإسلامية المختلفة،
وهو أمر لم يكونوا يعرفونه من قبل على الإطلاق، ولم يطوروا أساليب "مناعة ذاتية"
من إصابتهم به؛ وهو ما أدى في أغلب الأحيان إلى صدامات وانقسامات طالت الجماعة المسلمة
التقليدية، بل وامتدت إلى الجماعات المحلية وداخل المساجد.
تتحدث وسائل الإعلام المحلية والدولية بشكل لافت
عن ظهور "جماعات دينية راديكالية" يجمعونهم تحت مسمى الوهابيين، بينما اختار
هؤلاء لأنفسهم وصف السلفيين. في الأعوام الأخيرة انقسمت هذه الجماعات على نفسها وأصبحت
تتمايز عن بعضها البعض ودخلت فيما بينها في صراعات أيديولوجية متعددة الأوجه. والتوجه
الذي يثير احترازات واعتراضات عدة، هو ذلك المتمثل في انتشار "الفكر التكفيري
الجهادي" -داخل الجماعات السلفية- الذي يُكفّر المجتمع المسلم التقليدي في البلقان،
ويدعو إلى اعتزاله والعيش في جماعات منبتّة بالكلية عن السياق العام التقليدي للمسلمين.
وبسبب دعواتها لأفكار "الحاكمية" والتي تُفسَّر على أن "السلطان لله
وحده"، تجد هذه الجماعات نفسها في مواجهة مع الدولة وتدفع بالمسلمين إلى مزيد
من العزلة عن مجتمعاتهم.
وبينما تجذب الحركات السلفية اهتمام وسائل الإعلام
بشكل مكثف، فإن عددًا آخر من الاتجاهات والحركات الإسلامية ينشط ويستهدف استقطاب مسلمي
دول جنوب شرق أوروبا، وتدعي كلها التزامها بالإسلام. وهكذا نجد أن الجماعة الأحمدية
تنشط في البوسنة والهرسك وفي بعض الدول الأخرى في المنطقة، كما سجّلنا أيضًا نشاطًا
ملحوظًا لأتباع البهائية، رغم أنهم لا يعلنون صراحة عن انتمائهم لهذه الفئة لكنهم يسعون
إلى التأثير من خلال مشاريع مجتمعية يقولون: إنها تهدف إلى بناء السلم الاجتماعي وتجد
طريقها إلى مناهج التعليم في البلدان التي ينشطون فيها.
فيما يتعلق بتأثير المذهب الشيعي، فإنه يمثل تحديًا
آخر لأغلب المسلمين في جنوب شرق البلقان الذين لم تكن لهم تجربة سابقة مباشرة معه،
باستثناء ما كانت تتضمنه نظم التعليم الخاصة ببعض الطرق الصوفية المحلية من أساسيات
المذهب الشيعي. نجد اليوم، إلى جانب المشاريع التي تشرف عليها المؤسسات الرسمية التابعة
للجمهورية الإسلامية الإيرانية، عددًا متزايدًا من المنظمات الشيعية أو القريبة منها،
والتي تحاول نشر المذهب الشيعي ونظرة الشيعة الخاصة لتاريخ الإسلام والمسلمين، مع تركيزهم
على الفترة التي انقسمت فيها الأمة الإسلامية لأول مرة بين سُنّة وشيعة.
نجد أن عديدًا من الجماعات المسلمة في دول المنطقة،
وربما لأسباب وجيهة، تعرب عن قلقها وتخوفها من تصرفات بعض المنظمات الشيعية، مستحضرة
تاريخ الصراعات الدموية التي شهدتها العلاقات الشيعية-السنية، وأيضًا ما تعيشه بعض
الدول في العالم الإسلامي اليوم من مواجهات عنيفة بشكل يكاد يكون يوميًا.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى حضور أنشطة متنوعة
لحركات "الإسلام السياسي"، وانتشار فروع مؤسسات تعليمية تركية المنشأ تلعب
منذ زمن غير قصير أدوارًا متقدمة في واقع الحياة الدينية لجماعات مسلمة عديدة في دول
جنوب شرق أوروبا، مثل: الطرق النقشبندية الجديدة، والنورسيين أو بعض فصائلهم مثل: السليمانيين
أو أتباع فتح الله غولن(20).
يسجّل أيضًا على الساحة حضور تنظيم الإخوان المسلمين
وحزب التحرير، والمعتزلة الجدد، وبعض الطرق الصوفية التي أجرت مراجعات على فكرها، ولها
شيوخ ينتشرون من ماليزيا إلى قبرص. إلى جانب كل هذه الحركات والتنظيمات والمؤسسات والأحزاب
والطرق الصوفية، توجد أيضًا بعض الدوائر الإسلامية الحداثية التي تقدم قراءات وتفسيرات
مختلفة للإسلام، والتي لا تلفت انتباه المراقبين ولا يهتم الإعلام ولا الرأي العام
الشعبي لأمرها ولا يتناولها المحللون في كتاباتهم، لأن الهم الأكبر ينصبّ على الحركات
التي يُعتقد أنها تمثل تحديًا أمنيًا، أو تلك التي قد تعوق سير النظام القانوني والمؤسساتي
للدول التي توجد فيها.
الخوف من وراء ذلك يكمن في إمكانية امتداد تلك الصراعات
المذهبية التي تعصف بالمسلمين في العالم الإسلامي إلى شق لُحمة صفوف مسلمي المنطقة،
في الوقت الذي لا تزال فيه المجتمعات المسلمة التقليدية تواصل رحلة البحث عن نماذج
تحمي التوجه التقليدي وتحمي بيضة الإسلام على أساس مبادئ أهل السنة والجماعة ونهجهم
في التفسير الديني كما عرفه مسلمو هذه المنطقة، وقطع الطريق على كل ما من شأنه أن يؤدي
إلى نشوب صراعات مذهبية تهدد الوحدة الداخلية للمسلمين.
المحافظة على الهوية وحماية المجتمع
يواجه مسلمو جنوب شرق أوروبا نفس الإشكالات التي
يعرفها أبناء بلدانهم الذين يشاركونهم العيش في نفس الظروف وجيرانهم في بلدان غرب أوروبا،
وهي تلك الإشكالات التي تطبع حياة المجتمعات في فترة ما بعد الحداثة؛ فالمجتمعات المسلمة
تواجه كل أنواع الأمراض الاجتماعية التي تبدأ من انحرافات الشباب الأخلاقية، وإدمان
المخدرات والانعزال عن المجتمع وغيرها من الآفات. بالإضافة إلى كل ذلك، فإن التهميش
الذي يطول الأقليات المسلمة في بعض دول جنوب شرق أوروبا يزيد من حدة تلك المشاكل ويجعل حلها أكثر تعقيدًا.
تتعرض المجتمعات المسلمة إلى المزيد من المشاكل
الناجمة عن صعوبة أوضاعها الاقتصادية، فأنْ ينتمي المرء إلى إحدى الأقليات، ومن بينها
المسلمة، فذلك يعني في أغلب دول جنوب شرق أوروبا، أنه سيكون عرضة لمختلف أنواع الإقصاء
والتمييز بما فيها تلك التي تواجهه أثناء بحثه عن عمل أو التي تحرمه من تساوي الفرص
في الحصول على الحق في التعليم أو في تساوي الفرص داخل سوق العمل. كل هذه الصعوبات
والعقبات تؤثر في نفسيات الشباب المسلم وتضعف مناعتهم في التصدي للأمراض الاجتماعية
التي تعصف بهم وتقودهم إلى عالم الجريمة أو تدفعهم إلى مختلف أنواع التشدد والتزمت.
في هذا السياق، نشير إلى المجهودات المتميزة التي
تبذلها المنظمات غير الحكومية في سبيل تنمية الوعي الديني لدى مسلمي البلقان ومساعدتهم
على تخطي الصعاب، وتحاول من خلال أنشطتها تلك ملء الفراغات في العمل مع فئات الشباب
والنساء وباقي الفئات الضعيفة التي لا تمتلك المؤسسات الدينية الرسمية الخبرة الكافية
في التعامل معها، في حين لا تبدي المؤسسات الحكومية اهتمامها بهم أو لا تمتلك الإمكانيات
للقيام بذلك(21).
هناك أيضًا تحد آخر يواجه مسلمي البلقان في هذا
الجزء من أوروبا، على الأقل إذا ما تحدثنا عن المحافظة على الهوية، ويتمثل ذلك التحدي
في تكثيف حملات التنصير التي تشرف عليها الكنائس المسيحية المختلفة، وعلى رأسها الكنيسة
الإنجليكية.
آفاق المستقبل
يُعلّق مسلمو جنوب شرق أوروبا آمالاً عريضة على
مشروع الاندماج الأوروبي، فهم يأملون، رغم النواقص الكثيرة الموجودة حاليًا في البلدان
الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في أن يساعد تطبيق المعايير الأوروبية في مجال الحقوق
في حماية حقهم في حرية المعتقد وضمان حرياتهم في تنظيم شؤونهم كمجتمعات مسلمة، وهو
ما لم يتح لهم بقدر كاف حتى الآن، وبالأخص خلال حروب البلقان وحقبات الحكم الشيوعي
الديكتاتوري، وأيضًا في الفترة التي تلت الحروب في يوغسلافيا السابقة وما عرفته المنطقة
من تحولات وتغيرات جذرية جرت وتجري وسط جو من الاضطرابات الكبرى.
الفكرة التي يُروج لها داخل المجلس الأوروبي، والمعايير
التي يفرض الاتحاد الأوروبي تطبيقها على البلدان الأعضاء فيه بخصوص معاملتها لمختلف
أقلياتها العرقية والدينية وما تطلبه منها من احترام حقوقها، كل هذا قد يشكّل ضمانة
لاستمرار وجود المسلمين من سكان دول جنوب شرق أوروبا الأصليين، وكذلك يُسمَح لهم بتأكيد
مشاركتهم الكاملة في تنمية مجتمعاتهم.
وتعتقد المجتمعات المسلمة في أن الاندماج الأوروبي
قد يؤدي داخل البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة إلى تحسين معاملتها والنظر إليها
بصفتها معطى سياسيًا واجتماعيًا كامل الحقوق، وليس التعامل معها بوصفها أقليات دينية
بل كفئات من الشعوب الأوروبية التي تتمتع بكل الحقوق وعليها كل الواجبات التي تفرضها
تلك المشاريع الأوروبية المجتمعية المشتركة.
نموذج يُحتذى في أوروبا
قد يكون مسلمو جنوب شرق أوروبا يملكون أطول تجربة
في التعامل مع القضايا الدينية في إطار أنظمة دول ومجتمعات علمانية. هذه التجربة الفريدة
قد تكون جد مفيدة في وقت تبحث فيه أوروبا عن نموذج لتنظيم علاقاتها مع الجماعات المسلمة
التي تشكّل أغلبيات في مجتمعاتها، وكذلك في المجتمعات المسلمة التي يقوم فيها نظام
سياسي علماني.
تمثل تراكمات الأخطاء المرتكبة والتجارب التاريخية
التي أفضت إلى وضع نماذج ملموسة لتنظيم علاقة الجماعات المسلمة بالدولة، تقليدًا مهمًا
استطاعت الشعوب المسلمة في هذه المنطقة بناءه وتطويره والمحافظة عليه؛ وهو ما جعل أصواتًا
من بروكسل وداخل الاتحاد الأوروبي، بل وأيضًا من داخل مجتمعات مسلمة من أنحاء العالم،
تشير إلى تلك التجربة الفريدة وتدعو إلى التعلم منها(22).
فالتوجه الوسطي للإسلام التقليدي الذي يتغذى من
المعين الإسلامي العريق، والذي أثْرته التجارب التاريخية المختلفة وما أوجده علماء
المنطقة من حلول وفتاوى شرعية، يمثل جزءًا مهمًا وعنصرًا إضافيًا في النسيج الثقافي
الواسع والمتعدد للعالم الإسلامي، وبالتالي يمكن أن يكون، كما يرى عدد من علماء مسلمي
البلقان، مثالاً ونموذجًا يصلح اعتماده في دول ومناطق أخرى من العالم.
فتلك العلاقة التي عاشتها المجتمعات المسلمة في
جنوب شرق أوروبا تنفرد بدخولها في تجاذبات وتفاعل مع الثقافة والحضارة الأوروبية وتمثل
تجربة تستحق أن تُعطى اهتمامًا أكبر. يتحدث البعض عن "الإسلام الأوروبي"
كفرضية معبّرة عن وجود نموذج فريد لخوض تجربة عيش إسلامي يتفق مع قيم الحضارة الأوروبية
في مرحلة ما بعد الحداثة.
تتزايد أعداد المسلمين في أوروبا التي تثير قضايا
متعلقة بأوضاعهم القانونية كجماعات تدين بالإسلام، وتُمثل تجربة الجمعية الإسلامية
في البوسنة والهرسك ومثيلاتها من الجمعيات التي تتمتع باعتراف الحكومات واستقلاليتها
عنها في مختلف دول المنطقة مثالاً يُحتذى؛ حيث جعلت أصواتًا مسلمة عديدة في أوروبا
تُطالب بتأسيس جمعية إسلامية موحدة تجمع تحت رايتها كل المسلمين في بلدان الاتحاد الأوروبي،
وربما تحت راية مؤسسة إفتاء أوروبية تتخذ من بروكسل مقرًا لها(23).
حوار أهل الأديان
تجربة البلقان، إلى جانب مراحل الحروب الدامية التي
خِيضت بسبب تنفيذ مشاريع تأسيس إمبراطوريات قومية أوليغارشية، أو بدافع بحث القوى العظمى
عن تحقيق مصالحها، تختزل نموذجًا فريدًا من نوعه تعايشت في إطاره ديانات مختلفة وقوميات
وثقافات متمايزة وتقاربت فيها الحدود بين الشرق والغرب. وربما يعود الفضل في إيجاد
هذا النموذج المتفرد من التعايش والتسامح الثقافي والديني والقومي، إلى البذور التي
زرعتها الإمبراطورية الإسلامية فأنتجت أجواء من التعدد الثقافي والديني امتدت لقرون
عديدة بين شعوب تلك الولايات العثمانية. اليوم أيضًا ما زال هذا المكان يتسع لثقافة
تعدد الأديان والحوار بينها حيث يوجد في أغلب دول جنوب شرق أوروبا مجلسًا أعلى يضم
قيادات ممثلة للديانات التقليدية بمن فيهم المسلمون. وإلى جانب هذا المجلس وما تقوم
به الجمعيات الإسلامية والكنائس من بذل جهد تصالحي، تعمل منظمات غير حكومية عديدة من
أجل تقريب وجهات النظر وتنمية روح التعاون والتفاهم والتسامح بين معتنقي مختلف الأديان
السماوية.
التجربة التاريخية العنيفة والدموية، التي غذّاها
التوظيف الديني، والموجهة أساسًا ضد المسلمين، لم تقف عقبة كأداء في وجه إقامة حوار
الأديان، بل لقد أصبح الدين الوسيلة التي أعادت من جديد ربط جسور التعاون بين شعوب
البلقان التي كانت، إلى وقت غير بعيد، تخوض حروبًا فيما بينها(24). ويُعرف عن قيادات
الجماعات الإسلامية في دول البلقان إقليميًا وحتى دوليًا، سعيهم الصادق إلى بناء جسور
الثقة والتفاهم بين مختلف الديانات والحضارات، وهم دائمًا ما يدعون إلى اتباع النموذج
الغني والتجربة الفريدة في التعايش السلمي بين مختلف المجتمعات البلقانية.
ومن ذلك أن رئيس علماء الجمعية الإسلامية في البوسنة
والهرسك، الدكتور مصطفى تسيريتش، كتب إعلانين حول وضع المسلمين في زمن العولمة، وهما:
"إعلان مسلمي أوروبا"، و"إعلان الأمن المشترك والمواطَنة العالمية".
هذان الإعلانان يمكن أن يكونا دليلاً لقادة حوار الأديان إذ تتعدى قيمتهما محلية حدود
البوسنة والهرسك.
وكان تسيريتش أيضًا قد أطلق مبادرة الحوار المسيحي-الإسلامي
وهو كاتب الرسالة الموجهة إلى بابا الفاتيكان، بينيديكت السادس عشر تحت عنوان
"كلمة سواء: حب الله وحب الجار"، والتي وقّع عليها عدد من العلماء والمثقفين
من بينهم الأمير الأردني غازي بن محمد (كبير مستشاري الملك الأردني عبدالله الثاني
للشؤون الدينية والثقافية). وأدت هذه الدعوة إلى تنظيم حوار إسلامي-كاثوليكي التأم
في الفاتيكان عام 2008، أفضى إلى تأسيس "المنتدى الإسلامي-الكاثوليكي" الذي
أُقيم في دروته الثانية في الأردن.(25)
وفي الختام ما تعرض له هذا التقرير هو فقط بعض التحديات
والفرص التي تعترض المسلمين في جنوب شرق أوروبا، وهي بدون شك تمثل مزيجًا ديناميكيًا
يعبر عن التعقيدات المجتمعية التي يجدها هؤلاء المسلمون في إطار الأمة الإسلامية وكذلك
في إطار فضاء الاتحاد الأوروبي الذي يندمجون فيه تدريجيًا.
على كل حال، سيُكتَب في المستقبل الكثير من النصوص
حول تجربة المسلمين التي عاشوها في جبال البلقان الشاهقة، وكل أملنا هو أن لا نرى صورًا
ومشاهد تأتينا من قراهم ومدنهم مثل تلك التي صدمتنا رؤيتها في البوسنة والهرسك وكوسوفو
خلال عقد تسعينيات القرن الماضي، بل أن نراهم سفراء ووسطاء خير للتقريب بين حضارات
الشرق والغرب اللتين ينتمي إليهما مسلمو جنوب شرق أوروبا على حد سواء.
_____________________________________
محمد يوسيتش - متخصص في شؤون البلقان ومنسّق "الشبكة البحثية – الإسلام في جنوب شرق أوروبا".
النص أُعد في الأصل باللغة البوسنية لمركز الجزيرة للدراسات، ترجمه كريم
الماجري إلى اللغة العربية.
قائمة المراجع
1- Lampe, John „Balkans
into Southeastern Europe“ Palgrave Macmillan, 2005.
2- Bideleux, Robert; Ian Jeffries, “A history of
Eastern Europe“ Taylor & Francis, 2007., str. 37
3- Istituto Geografico De Agostini, L'Enciclopedia
Geografica – Vol.I – Italia, 2004, Ed. De Agostini str.78
معهد دي أغوستيني للجغرافيا، الموسوعة الجغرافية،
المجلد الأول–إيطاليا، دار النشر: دي أغوستيني، ص78.
4- Department of State Religious Freedom Report-
Albanija (17.septembar 2006.),http://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2006/71364.htm
, 26.11.2013.
5- http://www.fzs.ba/Dem/Popis/PopisiStanB.htm , 26.11.2013.
الموقع الذي يمكن العودة إليه للاطلاع على كل المعلومات
المتعلقة بالإحصاء السكاني في البوسنة والهرسك
6- Ovih dana se o?ekuju novi rezultati popisa koji je
u BiH proveden od 1. do 15. oktobra 2013.http://www.nsi.bg/Census/Census.htm ,
26.11.2013.
لم تصدر حتى اللحظة نتائج الإحصاء السكاني الذي
أُجري في البوسنة والهرسك ما بين 1 و15 أكتوبر/تشرين الأول 2013.
7- Ram?ilovi?, Ze?ir „Popis u zemljama bivše
Jugoslavije: Statisti?ka operacija ili statisti?ka manipulacija“, Novo vrijeme,
21.8.2013.
رامتشيلوفيتش زاتشر، الإحصاء في دول يوغسلافيا السابقة:
عملية تعداد أم تلاعب وتوظيف للأرقام؟، نوفو فريمي 21 أغسطس/آب 2013.
8- Tsitselikis, Konstantin, „Muslimani u Evropi-
Gr?ka“ El-Kalem i Centar za napredne studije, Srajevo 2011. Str 199.
تستسيليكيس كونستانتين، المسلمون في أوروبا-اليونان،
إصدار مشترك لدار القلم للنشر والتوزيع ومركز الدراسات المتقدمة، سراييفو 2011، ص199.
9- Mujad?evi?, Dino, „Muslimani u Evropi-Hrvatska“
El-Kalem i Centar za napredne studije, Srajevo 2011. Str 241.
مويادجيفيتش دينو،، المسلمون في أوروبا-كرواتيا،
إصدار مشترك لدار القلم للنشر والتوزيع ومركز الدراسات المتقدمة، سراييفو 2011، ص241.
10- Prema zvani?nim podacima popisa dostupnim na
وفقًا للأرقام الرسمية المتوفرة على الموقع أدناه:
http://census.rks-gov.net/istarMDAS/MD/dawinciMD.jsp?a1=yC&a2=mF0&n=1UR906$$$$$&o=0D&v=1UR060F100V70000000&p=0&sp=null&l=1&exp=0,
pristupljeno 21.11.2013
11- Dr?avni zavod za statistiku Republike Makedonije,
„Popis stanovništva, domainstava i stanovnika u Republici Makedoniji“, 2002.,
Skoplje, Dra?avni zavod za statistiku, maj 2005, prema Muharem Jahja „Muslimani
u Evropi-Makedonija“ El-Kalem i Centar za napredne studije, Srajevo 2011. Str
355.
المعهد القومي للإحصاء في مقدونيا، الإحصاء السكاني
العام في جمهورية مقدونيا، 2002، سكوبيا، المعهد القومي للإحصاء، مايو/أيار 2005، في
قراءة لـمحرم يحي، المسلمون في أوروبا-مقدونيا، دار القلم بالاشتراك مع مركز الدراسات
المتقدمة، سراييفو 2011، ص355.
12- Više o tom popisu
للمزيد حول هذا الإحصاء
راجع الموقع أدناه:
http://webrzs.statserb.sr.gov.yu/axd/stanovnistvo/izbor.htm# pristupljeno 22.11.2013.
13- Vainovski-Mihai, Irina, „Muslimani u
Evropi-Rumunija“ El-Kalem i Centar za napredne studije, Srajevo 2011. Str 433.
فايينوفسكي-ميهاي، إيرينا، المسلمون في أوروبا-رومانيا،
دار القلم بالاشتراك مع مركز الدراسات المتقدمة، سراييفو 2011، ص433.
14- Alibaši?, Ahmet, „Muslimani Jugoisto?ne Evrope“,
Atlas islamskoga svijeta. Sarajevo, Udru?enje ilmijje IZ u BiH, 2004, str.
572-585.
أحمت أليباشيتش: المسلمون في جنوب شرق أوروبا، أطلس
العالم الإسلامي، سراييفو، الجمعية العلمية التابعة للجمعية الإسلامية في البوسنة والهرسك،
2004، ص572-585.
15- Zapa?anje koje je iznio dr. Xavier Bougarel tokom
trodnevne konferencije u Sarajevu (od 17. do 19. Aprila 2009.) o upravljanju
islamskim poslovima u sekularnoj dr?avi koju je organizovao Islam in South East
Europe Forum (ISEEF) i Centar za
napredne studije iz Sarajeva. Prema He?imovi? Esad, „Islamska zajednica kao
nacionalna crkva“, BH Dani, 1.5.2009.
ملاحظات الدكتور/ غزافييه بوغاريل من محاضراته التي
ألقاها في سراييفو خلال ندوة (من 17 إلى 19 إبريل/نيسان 2009)، حول إدارة الشؤون الإسلامية
في الدولة العلمانية، نظّم الندوة "منتدى الإسلام في جنوب شرق أوروبا
(ISEEF) ومركز الدراسات المتقدمة
في سراييفو. قراءة: أسعد هاتشيموفيتش، الجمعية الإسلامية ككنيسة قومية، مجلة داني،
1 مايو/أيار 2009.
16- Dick, Wolfgang, „A blind eye turned to right-wing
terror?“ Deutsche Welle, 6.11.2011.
(http://www.dw.de/a-blind-eye-turned-to-right-wing-terror/a-15532790
, pristupljeno 21.11.2013.)
17- Brodi?,
Ivan, „Opasan uspon radikalne europske desnice“, SEEbiz magazin,
2.11.2013.,
إيفان بروديتش: "الصعود الخطير لليمين الأوروبي"
مجلة SEEbiz 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
(http://www.seebiz.eu/opasan-uspon-radikalne-europske-desnice/ar-75892/
, pristupljeno 21-11.2013.)
18- Više podataka o srpskim desnicarskim pokretima,
ideološkoj pozadini, profilu i organizacijama u Srbiji, Bosni i Hercegovini i
regionu vidi u radu autora „Radikalna desnica u Srbiji- zapostavljena prijetnja
stabilnosti regona i BiH“, Preporod, 1.mart 2012.
لمزيد من المعلومات حول حركات اليمين الصربي، وخلفياتها
الأيديولوجية، وتنظيمها الداخلي في صربيا، والبوسنة والهرسك والمنطقة، انظر: اليمين
الراديكالي في صربيا: تهديد غير مهتم به للاستقرار في المنطقة وفي البوسنة والهرسك،
مؤسسة بريبورود (الصحوة)، 1 مارس/آذار 2012.
19- Agncija Anadolija, „Uhapšeni ?elnici Zlatne zore,
?iji su pripadnici ratovali i u BiH“, Dnevni avaz, 28.9.2013.
(http://www.avaz.ba/globus/europa/uhapseni-celnici-zlatne-zore-ciji-su-pripadnici-ratovali-i-u-bih
, pristupljeno, 21.11.2013.)
وكالة أناضوليا، إلقاء القبض على قادة حزب الفجر
الذهبي، الذي قاتل أعضاؤه في البوسنة والهرسك، صحيفة دنيفني آفاز البوسنية 28 سبتمبر/أيلول
2013.
20- Više o ulozi turskih islamisti?kih pokreta na
Zapadnom Balkanu vidjeti u „Balkan Muslims and Islam in Europe, The Role of
Turkish Islamic Networks in the Western Balkans“ Anne Ross Solberg,
Sudosteuropa, 2007.
لمزيد من المعطيات حول الأدوار التي تلعبها الحركات
الإسلامية التركية في جنوب البلقان، راجع: مسلمو البلقان والإسلام في أوروبا، دور الشبكات
الإسلامية التركية في غرب البلقان، آن روس سولبيرغ، جنوب شرق أوروبا، 2007.
21- Vidi naprimjer radove prezentirane na me?unarodnoj
konferenciji u Sarajevu (od 17. do 19. Aprila 2009.) o upravljanju islamskim
poslovima u sekularnoj dr?avi koju je organizovao Islam in South East Europe
Forum (ISEEF) i Centar za napredne studije iz Sarajeva
انظر على سبيل المثال أشغال المنتدى الدولي المنعقد
في سراييفو (17 إلى 19 إبريل/نيسان 2009) حول إدارة الشؤون الإسلامية في الدولة العلمانية،
نظّم الندوة "منتدى الإسلام في جنوب شرق أوروبا (ISEEF)"،
ومركز الدراسات المتقدمة في سراييفو.
22- Vidi naprimjer razumijevanjeovog pojma kod Bassama
Tibija, "Europeanizing Islam or the
Islamization of Europe: political democracy vs. cultural difference" in
Timothy A. Byrnes and Peter Katzenstein (eds.), Religion in an Expanding
Europe, Cambridge University Press, 2006
انظر مثلاً: تفسير الكاتب بسام طيبي لهذا المصطلح:
"Europeanizing Islam or the Islamization of Europe: political democracy
vs. cultural difference" in Timothy A. Byrnes and Peter Katzenstein
(eds.), Religion in an Expanding Europe, Cambridge University Press, 2006
23- Vidi naprimjer razmišljanje slovena?kog muftije
Ned?ada Grabusa, „Evropski muftija“, Preporod, 15.10.2013.
أنظر مثلا ما كتبه مفتي سلوفينيا نجاد غرابوس،،
مفتو أوروبا" ، بريبورود (الصحوة) 15-10-2013
24- religiji kako pokretaču razgovora u procesu
ponovne izgradnje mira i povjerenja vidi knjigu Ine Merdjanove i Patrice
Brodeur „Religion as a Conversation Starter Interreligious Dialogue for
Peacebuilding in the Balkans“ Continuum International Publishing Group, New
York, 2009.
حول دور الدين في بناء السلام وإرساء الثقة المتبادلة،
انظر: كتاب ميرديانوفي وباتريس برودور: Religion as a
Conversation Starter Interreligious Dialogue for Peacebuilding in the Balkans“
Continuum International Publishing Group, New York, 2009.
25- Više o angažmanu resu-l-uleme dr. Mustafe Cerica
na celu Islamske zajednice u BiH vidi u knjizi „Islamska zajednica u Bosni i
Hercegovini- dvije decenije resu-l-uleme dr. Mustafe Cerica“, Centar za
napredne studije, Sarajevo, 2012.
لمزيد من الاطلاع على دور مفتي البوسنة والهرسك، الدكتور مصطفي تسيريتش،
انظر كتاب: "الجمعية الإسلامية في البوسنة والهرسك: عقدين من رئاسة مصطفة تسيريتش"،
مركز الدراسات المتقدمة، سراييفو 2012.
المصدر: مركز الجزيرة للدراسات